اعتدنا عندما ينجح أي مشروع أن نقلده حتى وإن كان في نفس المكان حتى أصبح بين كل مكتب عقار ومكتب عقار مكتب عقار وبين كل صيدلية وصيدلية صيدلية وهكذا ولهذا عندما نجح البعض في تصوير بعض المقاطع ووضعها على اليوتيوب وتحقيق النجاح أصبح كل من يستخف دمه يقلدهم والبعض منهم احترفوا الموضوع وحولوه إلى قنوات على اليوتيوب مثل صاحي وسين والبرامج الأخرى الناجحة (مسامير) (ايش اللي) (لقيمات) وغيرها كثير البعض نجح في ما يقدمه وأصبح له متابعون بالملايين وأصبح بإمكانه أن يمول تكلفة إنتاجه البسيطة قياسا ببعض الأعمال الدرامية أو البرامج لأن الأساس في نجاح هذه الأعمال الفكرة والنص وقد ذكر لي احد صناع هذه المقاطع أنهم يتقاضون ما يعادل 40 ألفا من الراعي وهو مبلغ زهيد في عالم الإعلان خاصة إذا كان المستهدف هم بمئات الآلاف من المشاهدين أو بالملايين في بعض المقاطع وأن تكلفة الإنتاج تتراوح مابين 15- 25 % من هذا المبلغ وهي زهيدة لمحدودية مواقع التصوير وتقنياته ولهذا يمكن أن تتحول إلى صناعة ناجحة. أما البقية من لم يجدوا رعاة فهم يجتهدون على أمل النجاح والحقيقة أن خلطة النجاح تحتاج إلى البعد عن التكرار والبحث عن رؤى جديدة لم تطرق من قبل كتلك البرامج التي غادرت اليوتيوب إلى الشاشة ولم تستمر ولم تعد. اليوتيوبيون لا زالوا يغفلون الكثير من الأمور التي يمكن أن تحقق النجاح وخاصة في الشأن الاقتصادي والاجتماعي والنسائي ومخاطبة الطفل على وجه الخصوص ولأن منتج مقاطع اليوتيوب يذكرنا بمنتج الفيديو سابقا الذي لا يحتاج إلى من يكلفه بالإنتاج بل ينتج ويبيع ولهذا فهو حر في اختيار أفكاره وتنفيذها متى ما أراد لهذا فأنا اعتقد أنهم بحاجة إلى مظلة يجتمعون تحتها يدعمونها ببعض مواردهم وتساهم في تطوير إنتاجهم وتطوير علاقتهم بالرعاة المعلنين واستغرب أن البعض منهم يطلب أن تكون هذه المظلة هي وزارة الثقافة والإعلام فالنجاح لن يتحقق إلا بالبعد عن أي مظلة حكومية ولكن هذا لا يلغي الدور المطلوب من الوزارة لدعم المنتج التلفزيوني (تطرقت له في مقالين سابقين) لأنه أكثر احتياجا للدعم الرسمي من المنتج اليوتيوبي الذي يمكن أن ينطلق في فضاء أرحب لأنه حتى الآن حر من القيود رغم أن حريته تتطلب منه الاتزان في الطرح لأن البعض (يشطح) ونحن نريد لهذا الفن أن يتطور ويحقق المطلوب منه فهو يلبي رغبات الكثير من المشاهدين في الحصول على جرعة خفيفة ومركزة من النقد يمكن مشاهدتها متى ما أراد وهو ما لا يمكن لأي برنامج تلفزيوني أو مسلسل درامي أن يحققها.
المشاهدات تثبت أننا كنسب لعدد السكان من أكثر شعوب العالم مشاهدة لليوتيوب ومتابعة ما ينشر عليه من مقاطع ولهذا فإن علينا أن نولي هذا الموضوع اهتماماً اكبر وأن تكون لدينا من خلاله رسائل نستطيع أن نخاطب بها معظم شعوب العالم حيث يعيش بيننا أكثر من 10 ملايين وافد من أكثر من جنسية فلماذا لا يكون لها نصيب من برامجنا على اليوتيوب بصفتهم نسيجا من المجتمع لأن هذا سيقربنا منهم ويقربهم منا ويوصل لهم ولذويهم كيف نتعايش مع بعضنا البعض وما الذي يسعدنا أو يزعجنا منهم.
في عالم اليوتيوب الفرصة الاحترافية كبيرة ولكنها تحتاج إلى التركيز في استغلالها وهي متنفس للشباب إنتاجا ومشاهدة والمطلوب منهم الاستفادة من التجارب الناجحة لمن سبقوهم وعدم التكرار أو الارتجال وهذا سيتحقق إن شاء الله (ان اوجدوا لهم مظلة ترعاهم وتقدم لهم النصح والمشورة) نصيحة لمن ينجح في اليوتيوب ألا يقترب من التلفزيون لأنه سيفقدك مكتسباتك فلليوتيوب لغة وللإنتاج التلفزيوني لغة أخرى ومن ينجح هنا ليس بالضرورة أن ينجح هناك.