جاء ذلك في الندوة الإعلامية التي نظمها ملتقى إعلاميي الرياض بعنوان “العلاقة بين التنمية والإعلام.. التربية والتعليم أنموذجاً” بحضور نخبة من الإعلاميين وكتاب الرأي مساء يوم الأثنين الماضي، وأدرها الإعلامي عبدالعزيز العيد رئيس الملتقى.
واوضح مدير مركز اليونسكو الإقليمي أن التنمية يجب أن تكون متحررة من الإيديولوجيا والتوجهات الفكرية، فالتنمية للوطن وأبناءه بكل فئاتهم المختلفة ومشاربهم الفكرية المتنوعة، وينبغي التعاطي الإعلامي بهذا المسار والنهج. وأبان بأن مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم أحد مبادرات الحكومة السعودية كبيت خبرة يقدم الاستشارات والبحوث لوزارات التعليم والجهات والمؤسسات المعنية بالعملية التعليمية في الوطن العربي إيماناً من حكومة خادم الحرمين الشريفين بأن التنمية تبدأ بتعليم الإنسان العربي وتجويد وعيه ومعرفته.
وأشار الدكتور زمان إلى أن قضايا التنمية تحتاج إلى تسليط الضوء الإعلامي عليها من خلال بعدين اساسيين، الأول: البعد التوعوي التعريفي البحت كالتوعية المستمرة بالمفاهيم والنظم والتحديثات الجديدة حيث لدينا كمجتمع تعطش معرفي لفهم الكثير من قضايا التنمية عموما والقضايا التعليمة خصوصاً ، وكذلك نقل هم قضايا التعليم من نخبوي إلى هم مجتمعي يشارك ويساهم فيها الجميع لأن التعليم احد اركان التنمية ، وهذا واجب الإعلام تجاه مجتمعه. ثانياً: البعد الناقد فالنقد البناء يُقوم ويصوب العمل ، فالبعد النقدي بالإعلام من خلال تناول المعايير والتكلفة والأثر والجدول الزمني وغيرها لكل قرار أو سياسة تنموية حتماً يفتح للمسؤول أفق ويكشف مواطن الخلل والقوة في قراراته وسياساته التنموية وهذا بالتأكيد سيعزز من العلاقة الطردية بين التنمية والإعلام وسينعكس بفاعلية عالية على الوعي المجتمعي.
وحول مداخلة الإعلامي الدكتور مفوض الفرهود عن غياب المعلومة على الإعلام مما يعرقل العلاقة بين التنمية والإعلام، قال مدير مركز اليونسكو الإقليمي نعم قد لدينا مشكلة في توفر المعلومة ، وهناك جهات ومؤسسات حكومية وخاصة تبث المعلومة التي ترغب بتعميمها فقط من خلال مواد معدة في إدارات الإعلام بهذه الجهات ، وليس هذا الأمر حصر على التعليم أو على القطاعات الحكومية في أي مكان ولكن يأتي دور الإعلام في طرح الاستفهامات المستفزة أن جاز التعبير لاستخراج المعلومة التي تعتبر حقاً لكل مواطن معرفتها للمساهمة في التنمية. فالشفافية هي روح الرؤية السعودية 2030 التي أعلنها ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ، وفي زمن التحول الوطني لن يكون في مقدور أحد حجب المعلومة أو تحويرها.
الإعلامي والكاتب الصحفي خالد الغانم تركزت مداخلته حول التباين في تعظيم المعلم والتعليم بين جيل (خذوه لحم وارموه عظم) وجيل (التقنية والانترنت) قال الدكتور زمان بلا شك بأننا نشعر بالحنين لزمن المعلم القدوة الحريص على مهنته وطلابه وكذلك الجودة في الإنجاز، حقيقة نحتاج لتلك الشخصية التي تتحمل أمانة المسؤولية كمربي ومعلم وأب حنون على طلابه ، وعبارة (خذوه لحم وارموه عظم) ليس بالضرب بقدر ثقة المجتمع لتلك الشخصية المسؤولة التي فرضت الهيبة والاحترام على الجميع. وأردف بأن مركز اليونسكو الأقليمي للجودة والتميز يعتبر المعلم هو القضية الأساسية للعملية التعليمية وهو محور الجودة ومدار التميز ، ويجب أن تكون قضية المعلم هي الأولوية في عالمنا العربي حتى نستطيع تمكين المعلم من تأدية دوره بكفاءة وفاعلية عالية تحقق النتائج المطلوبة من مخرجات التعليم.