د. محمد ناهض القويز
لكل مهنة أخلاق ومواثيق، فللطب وللهندسة وللإعلام أخلاقها ومواثيقها وهكذا.
مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الجميع إعلاميين ولكن خرجت علينا عدة أمور لا يمكن أن تراها في الإعلام المهني:
كثرة الإشاعات وفبركة واختلاق الأخبار.
فبركة الأحداث لتخدم غرضاً معيناً كأن يقوم طرفٌ باستثارة طرف آخر ثم يسجل مقطعاً يجعل الطرف الآخر في موقع المخطئ.
تضارب المصالح فتكون التغطيات والأخبار لما يفيد الشخص أو من يمثله من أشخاص أو هيئات.
اقتحام حريات الناس.
عدم احترام خصوصية المرضى والجرحى والموتى فرأينا صوراً لا يمكن أن تنشر بشكل مهني.
يحدث هذا في مجتمع يعتبر نفسه الأقرب إلى الله!!!
فمن المسؤول؟
المسؤول الأول هو التعليم: فلم نسمع عن أخلاقيات المهن في مناهجنا. يأتي بعده الإعلام. ثم خطباء المساجد الذين يخاطبون الناس في كل أسبوع من دون مقاطعة.
سأعرض هنا لأساسيات أخلاق مهنة الصحافة بعد أن أصبح 60% أو أكثر من المجتمع إعلاميين فما هو الواجب علينا؟:
- البحث عن الحقيقة وتغطيتها: أن نتوخى الحقيقة فيما نكتب بما في ذلك التأكد من مصداقية مصادرنا. وأن لا يؤثر السبق أو نوعية الكتابة على المصداقية. وأن نرفق المراجع ليتسنى للناس الاطلاع عليها. عدم إعطاء وعود والوفاء بما نقطع منها، تجنب الأساليب اللاأخلاقية في جمع المعلومات، إعطاء صوتك لمن لاصوت له مع التحلي بالشجاعة، دعم النقاشات المفتوحة حتى فيما يخص المواضيع غير المحببة، لا تسرق مواضيع الآخرين.
- تجنب الأذى أو تقليصه: وهنا نوازن مابين نشر الخبر والأذى الذي قد يقع جراء ذلك. وعلينا أن نبدي التعاطف مع موضوع التغطية وأن نتناول الموضوع بحساسية مفرطة مع الضحايا من الأطفال وجرائم الجنس. وعلينا أن نتذكر أن خصوصية الأفراد أكبر من شؤون المشهورين وعواقبها أكبر. وإذا كان الموضوع يخص متهماً فوازن ذلك مع إمكانية التأثير السلبي على سير محاكمته.
- كن مستقلاً: تجنب تضارب المصالح وتأكد من دوافع المصادر، رفض الهبات والمعاملة الخاصة، ولابد من التمييز بين الخبر والدعاية.
- الشفافية وتحمل المسؤولية: تحمل أخطاءك وصححها وقت إدراكك لها، واعمل على نشر الوعي بين المتعاملين بالإعلام، واكشف التلاعبات، وكن على مستوى المسؤولية.